الآية رقم (82) - الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ

عن عبد الله رضي الله عنه قال: لـمّا نزلت هذه الآية: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ﴾، شقّ ذلك على النّاس وقالوا: يا رسول الله، فأيّنا لا يظلم نفسه؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّه ليس الّذي تعنون! ألم تسمعوا ما قال العبد الصّالح: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: من الآية 13]، إنّما هو الشّرك»([1])، إذاً المقصود هو الإشراك بالله سبحانه وتعالى، والإشراك بالله سبحانه وتعالى ليس فقط أن تعبد صنماً أو قمراً.. الإشراك بالله سبحانه وتعالى أن تعتقد أنّ أحداً يضرّ وينفع، ويعطي ويمنع، ويصل ويقطع، ويخفض ويرفع، غير الله عزَّ وجلّ، الإنسان يشرك أحياناً هواه، قال تبارك وتعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الفرقان: من الآية 43].

﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾: لأنّهم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ، أي أنّه إيمانٌ صافٍ خالصٌ، اعتقادٌ أنّ الله سبحانه وتعالى يملك مقادير الحياة والموت، والله جلّ وعلا لا غالب لأمره وسلطانه.


([1]) مسند الإمام أحمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصّحابة، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الحديث رقم (3589).

الَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع مبتدأ وجملة آمنوا صلة الموصول لا محل لها من الإعراب

والجملة الاسمية (الذين آمنوا): مستأنفة لا محل لها

وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ: فعل مضارع مجزوم، وفاعله، ومفعوله، والجار والمجرور متعلقان به والجملة معطوفة.

أُولئِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ

لَهُمُ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر

الْأَمْنُ: مبتدأ مؤخر

وجملة (لَهُمُ الْأَمْنُ): في محل رفع خبر أولئك

وجملة (أولئك لهم الأمن): في محل رفع خبر اسم الموصول الذين

وَهُمْ مُهْتَدُونَ: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال بعد واو الحال. هذا إذا كان الكلام من كلام الله تعالى، فإن كان من كلام سيدنا إبراهيم فالإعراب يغاير هذا ويكون إعراب الذين: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أحق بالأمن: الذين آمنوا.

وَلَمْ يَلْبِسُوا: يخلطوا.

إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ: المراد به هنا الشرك في العقيدة أو العبادة، كاتخاذ ولي من دون الله يدعى معه أو من دونه، لأنه الظلم الأكبر.

الْأَمْنُ: من العذاب.