عن عبد الله رضي الله عنه قال: لـمّا نزلت هذه الآية: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ﴾، شقّ ذلك على النّاس وقالوا: يا رسول الله، فأيّنا لا يظلم نفسه؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّه ليس الّذي تعنون! ألم تسمعوا ما قال العبد الصّالح: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: من الآية 13]، إنّما هو الشّرك»([1])، إذاً المقصود هو الإشراك بالله سبحانه وتعالى، والإشراك بالله سبحانه وتعالى ليس فقط أن تعبد صنماً أو قمراً.. الإشراك بالله سبحانه وتعالى أن تعتقد أنّ أحداً يضرّ وينفع، ويعطي ويمنع، ويصل ويقطع، ويخفض ويرفع، غير الله عزَّ وجلّ، الإنسان يشرك أحياناً هواه، قال تبارك وتعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الفرقان: من الآية 43].
﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾: لأنّهم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ، أي أنّه إيمانٌ صافٍ خالصٌ، اعتقادٌ أنّ الله سبحانه وتعالى يملك مقادير الحياة والموت، والله جلّ وعلا لا غالب لأمره وسلطانه.