الآية رقم (56) - وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ﴾: يأتي العطاء دائماً مع الـمَنع والصّبر، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾] الشّرح[، وقد أصبح يوسف مُـمَكَّناً في كلّ مكانٍ في مصر.

﴿ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ﴾: يتّخذ من أرض مصر منـزلاً حيث يشاء، بوصفه الوزير الأوّل، وأصبح عزيز مصر بتكليفٍ وتعيينٍ من الملك.

﴿ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ﴾: فرحمة الله سبحانه وتعالى تُصيب من يشاء جلّ وعلا.

﴿ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾: لا نضيع أجر مَن يُحسِن في عمله وأخلاقه، ويُحسِن مع الآخرين ومع نفسه، وأصل الإحسان أن تُحسن لنفسك بمراقبة الله سبحانه وتعالى، قال النّبيّ , عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك»([1])، وعلى ضوء ذلك يتشعّب الإحسان للآخرين، وعندما كان سيّدنا يوسف عليه السلام في السّجن، قالوا له: ﴿ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾] يوسف: من الآية 36[، ومقام الإحسان هو أعظم وأعلى المراتب.

([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ , عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم السّاعة، الحديث رقم (50).

«وَكَذلِكَ» استئنافية كذلك الكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر بالكاف واللام للبعد والكاف للخطاب متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق تقديره ذلك التمكين مكنا ليوسف

«مَكَّنَّا» ماض مبني على السكون ونا فاعله «لِيُوسُفَ» اللام حرف جر يوسف مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف متعلقان بمكنا

«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بمكنا

«يَتَبَوَّأُ» مضارع وفاعله مستتر

«مِنْها» متعلقان بالفعل والجملة حالية بعد المعرفة

«حَيْثُ» ظرف مكان متعلق بيتبوأ

«يَشاءُ» مضارع وفاعله محذوف والجملة مضاف إليه

«نُصِيبُ» مضارع وفاعله مستتر

«وَلا نُضِيعُ» الواو عاطفة ولا نافية والفعل المضارع فاعله مستتر

«أَجْرَ» مفعول به

«الْمُحْسِنِينَ» مضاف إليه والجملة معطوفة بالواو