الآية رقم (8) - وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ

﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾: وقد قال موسى ذلك لكي لا يظنّ ظانٌّ من قومه أنّ الله سبحانه وتعالى في حاجةٍ لشكرهم، فأراد أن ينسخ هذا الظّنّ من أذهان من يسمع، وأوضح لهم أنّ الله سبحانه وتعالى لن يزيده إيمانهم شيئاً، وفي الحديث القدسيّ: «يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً»([1]).

﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾: الله عز وجل غنيٌّ عن البشر، لا يحتاج إليهم ولا إلى غيرهم، فهو مستغنٍ عن عبادتهم وعن شكرهم، والحميد: الّذي يقع عليه الحمد قبل أن يوجَد من يحمده

([1]) صحيح مسلم: كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تحريم الظّلم، الحديث رقم (2577).

«وَقالَ مُوسى» ماض وفاعله والجملة مستأنفة

«إِنْ تَكْفُرُوا» إن شرطية ومضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل وهو فعل الشرط

«أَنْتُمْ» في محل رفع توكيد للفاعل

«وَمَنْ» اسم موصول معطوف على الواو

«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بصلة الموصول

«جَمِيعاً» حال

«فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ» الفاء رابطة للجواب وإن ولفظ الجلالة اسمها وغني حميد خبراها واللام المزحلقة والجملة في محل جزم جواب الشرط.