هذه الآيات تتعلّق بالمشركين فهم كانوا يصدُّون المسلمين عن الإسلام، إذاً لها سبب ولها مبرِّر واضح وليست الآية هكذا مطلقة إنّما (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) هم يريدون أن يفتنوا المسلمين ويمنعوهم عن الدّين ويعتدوا عليهم.
(وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) فأنت إذاً لا تجبر النّاس على الدّين، وإنّما تحمي حريّة اختيار النّاس للدّين، فهذه حماية حريّة الاختيار.
(فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ): إذاً فإن انتهوا فلا عدوان إلّا على الظّالمين، والظّالم هو المعتدي.
(فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا): هذه مشاكلة لفظيّة، والمشاكلة: ذكر الشّيء بلفظٍ مماثل لوقوعه في صحبة مماثله، مثل قوله تبارك وتعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ) [الأنفال: من الآية 30]، هذا في اللّغة العربيّة يُسمّى مشاكلة لفظيّة، فالله تبارك وتعالى ليس ماكراً ولا يمكر، لكن هذه مشاكلة لفظيّة، يمكرون أي يبيّتون بخفاء، والله يردّ مكرهم وتبييتهم وكيدهم، وهكذا هنا المعنى: (فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) الأصل لا عدوان، والعدوان على الظّالمين، هو ردّ ظلم الظّالمين، وهذا من قبيل المشاكلة اللّفظيّة.