﴿وَحَنَانًا﴾: ولأنّ يحيى عليه السلام جاء إلى الدّنيا حال كِبَر وضعف والديه، وهو كطفل يحتاج مَنْ يشمله بالعطف والحنان، ويُعوِّضه حنان الوالدين، ويحتاج إلى مَنْ يُعلِّمه ويُربِّيه؛ لذلك تولّى الحقّ سبحانه وتعالى هذه المهمّة، فهو سبحانه وتعالى خالقه ومُسمِّيه ومُتولّيه فوهبه حناناً منه سبحانه:
﴿مِنْ لَدُنَّا﴾: من عندنا؛ لأنّ طاقة الحنان عند الوالدين قد خفّتْ.
﴿وَزَكَاةً﴾: أي: طهارة من الذّنوب وصفاءَ نفْسٍ وبركة، وهذه كلّها نتيجة التّربية الإلهيّة بمنهج الله سبحانه وتعالى الّذي يرسم له حركته في الحياة: افعل كذا ولا تفعل كذا.
﴿وَكَانَ تَقِيًّا﴾: أي: استجاب لهذا الحنان، وأثمرت فيه هذه التّربية فكان تقيّاً؛ أي: مُنفّذاً لأوامر الله سبحانه وتعالى، مُجتنباً لنواهيه، وبذلك وقَى نفسه من صفات الجلال من الله سبحانه وتعالى.
«وَحَناناً» الواو عاطفة وحنانا معطوف على الحكم أي وآتينا حنانا
«مِنْ لَدُنَّا» متعلقان بصفة محذوفة لحنانا ونا مضاف إليه
«وَزَكاةً» معطوف على حنانا
«وَكانَ» الواو عاطفة وماض ناقص اسمه محذوف تقديره هو يحيى
«تَقِيًّا» خبر كان.
{وَحَنَانًا} أي رحمة. ومنه يقال: تحنَّن عليّ. وأصله من حنين الناقة على ولدها.
{وَزَكَاةً} أي صدقة.