الآية رقم (12 و 13) - وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا () وَبَنِينَ شُهُودًا

فأنا لم أخلقه وأوجده في الدّنيا، وتركته هملاً، بل تكفّلت برزقه، والنّعم كلّها الّتي في الدّنيا هي من عطاء الرّبوبيّة لله تعالى لخَلْقِه جميعاً.

﴿مَالًا مَمْدُودًا﴾أي: مالاً كثيراً غير منقطع، يمدّ بعضه بعضاً دائماً، وهو ما يُـمَدُّ بالنّماء، كالزّرع والضّرع والتّجارة.

ثمّ إنّ الحقّ تعالى لم يُعطِه مالاً فقط، بل أعطاه البنين أيضاً، فقال تعالى: ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا﴾، والمال والبنون قال عنهم الحقّ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: من الآية 46]، فهو أنعم عليه بالمال الممدود وغير المنقطع، وأنعم عليه بالبنين الشّهود؛ أي: الرّجال الّذين يشهدون معه المحافل والمجامع، وقد كانوا عشرة من الرّجال، ومن معنى: ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا﴾ أنّهم كانوا لا يغيبون عنه أبداً في تجارةٍ ولا في غيرها لكثرة أموالهم بمكّة، فهو لم يَحْتَج إلى تفريق أولاده في الجمع والاكتساب، لذلك متّعه الله عز وجل برؤيتهم حوله، فمتعة الأب برؤية أبنائه حوله لا تعدلها متعة.

«وَجَعَلْتُ» ماض وفاعله و «لَهُ» متعلقان بالفعل وهما في موضع المفعول الثاني

و «مالًا» مفعوله الأول

«مَمْدُوداً» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.

«وَبَنِينَ» معطوف على مالا

و «شُهُوداً» صفة.