الآية رقم (14 و 15) - وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا () ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ

أي: بسطت له في العيش وطول العمر بَسْطاً مع الجاه العريض والزّعامة في قومه، والتّمهيد هو التّمكين، فقد مهّد الله تعالى له سبل العيش الرّغيد، فمكّنه الله عز وجل بأنْ أعطاه المال الوفير، وأعطاه القوّة المتمثّلة في أبنائه الّذين هم في حضرته، ودائماً معه، ولكنّه مع هذا كلّه، المال والثّروة الواسعة والبنين الشّهود والتّمهيد والتّمكين والسّلطان والجاه، فإنّه يطمع فيما هو أكثر، قال تعالى: ﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾فهو يطمع في المزيد من المال والولد والتّمهيد، إنّ الله تعالى أعطاه مالاً لم يُعطه لأحدٍ في قريش، حتّى أنّه كان يقول: لو قسمت مالي يميناً وشمالاً على قريش ما دمت حيّاً ما فني، فكيف تعدني الفقر يا محمّد؟ فقال ﷺ: «أما والله إنّ الّذي أعطاك قادرٌ أنْ يأخذه منك»، فوقع في قلبه من ذلك شيءٌ، ثمّ عمد إلى ماله، ما كان من ذهبٍ وفضّةٍ أو حديقةٍ أو رقيقٍ فعدّه وأحصاه([1])، ومع هذا يطمع أن أزيده من المال والولد والجاه والسّلطان، ولكن الله عز وجل يقطع أمله في الزّيادة، فيقول تعالى:

([1]) أورده مقاتل بن سليمان في تفسيره: ج 4، ص 838.