الآية رقم (25) - وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

ومن يدعو النّاس للتّحلّي بالأخلاق بدون دِين فلا فائدة من هذه الأخلاق، كما أنّ الإيمان بدون عمل صالح لا يكفي. فالإيمان هو رصيد القلب للسّلوك الّذي يُحاسَب عليه الإنسان، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق»([3])، وقد فهم صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: وآل بيته الأطهار وجيل الرّعيل الأوّل الإسلام على حقيقته، وأدركوا ذلك جيّداً، حتّى يقول سيّدنا عمر رضي الله عنه وقد كان جبّاراً في الجاهليّة يعبد الأصنام، وحين أسلم وتولّى الخلافة قال: “والله لو عثرت شاة على طريق الفرات لخفت أن يسألني عنها الله يوم القيامة، فيقول لي: يا عمر، لـمَ لـم تعبّد لها الطّريق”، وهذا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه يوصي جنده قبل فتح بلاد الشّام: “أيّها النّاس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنّي، لا تخونوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ولا تعقروا نخلاً ولا تحرّقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلّا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام فرّغوا أنفسهم في الصّوامع فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له”، وهذا الكلام يدلّ على فهم للإسلام بأنّه رسالة خير وعطاء، ورسالة أخلاق وقيم للإنسان ورفق بالحيوان والنّبات والجماد.. وليس للقتل والتّخريب والتّكفير.. هكذا فهموا الإسلام فاستطاعوا أن يفتحوا البلدان ويعمروا البنيان ويرتقوا بالإنسان.

﴿وَبَشِّرِ﴾: الواو: حرف استئناف.
بشر: فعل أمر مبنيّ على السكون، وقد كسر لالتقاء الساكنين.
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب مفعول به.
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماض مبنيّ على الضمّ لاتصاله بواو الجماعة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و”الألف”: فارقة.
﴿ وجملة “آمنوا” صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَعَمِلُوا﴾: الواو: حرف عطف.
عملوا: معطوفة على “آمنوا” وتعرب إعرابها.
﴿الصَّالِحَاتِ﴾: مفعول به منصوب بالكسرة بدلًا من الفتحة؛ لأنَّه جمع مؤنث سالم.
﴿أَنَّ﴾: حرف مشبّه بالفعل.
﴿لَهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر “أنّ” المقدم.
﴿جَنَّاتٍ﴾: اسم “أن” مؤخّر منصوب بالكسرة بدلًا من الفتحة لأنَّه جمع مؤنث سالم.
﴿تَجْرِي﴾: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء للثقل.
﴿ وجملة “تجري من تحتها الأنهار” في محلّ نصب صفة لجنات.
﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بتجري أو بحال محذوفة من “الأنهار”.
التقدير: كائنة تحتها.
و”ها” في “تحتها” ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ.
﴿الْأَنْهَارُ﴾: لأنها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿كُلَّمَا﴾: اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية وهو مضاف، و”ما”: حرف مصدريّ.
﴿رُزِقُوا﴾: فعل ماضٍ للمجهول مبنيّ على الضمّ لاتصاله بواو الجماعة.
و”الواو” ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل، والألف فارقة.
﴿ وجملة “رزقوا” صلة “ما” المصدريّة، لا محلّ لها من الإعراب.
وأن لهم جنات، بمعنى: بأن لهم جنات، و”أنّ” مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محلّ جرّ بالباء، والجارّ والمجرور متعلِّقان بـ”بشر”.
﴿مِنْهَا﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ”رزقوا”.
﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بحال محذوفة من “رزقا”.
﴿رِزْقًا﴾: مفعول مطلق أو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿قَالُوا﴾: تعرب إعراب “آمنوا”«آمَنُوا: فعل ماض مبنيّ على الضمّ لاتصاله بواو الجماعة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و”الألف”: فارقة».
وجملة “قالوا” لا محلّ لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
﴿هَذَا﴾: الهاء: حرف للتنبيه.
ذا: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع بدل من “هذا”.
﴿رُزِقْنَا﴾: فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.
و”نا” ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل.
﴿ والجملة الاسمية “هذا الذي رزقنا” في محلّ نصب مفعول به “مقول القول”.
﴿ وجملة “رزقنا” صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿ ويجوز إعراب “الذي” في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو.
والجملة الاسمية “هو الذي رزقنا” في محلّ رفع خبر للمبتدأ “ذا”.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ.
﴿قَبْلُ﴾: اسم مبنيّ على الضمّ لانقطاعه عن الإضافة في محلّ جرّ بمن.
والجارّ والمجرور متعلِّقان برزقنا.
﴿وَأُتُوا﴾: الواو: حرف استئناف.
أوتوا: تعرب إعراب “رزقوا”.
﴿بِهِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ”أوتوا”.
﴿مُتَشَابِهًا﴾: حال منصوب بالفتحة.
وجملة “أوتوا” استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَلَهُمْ﴾: الواو: حرف استئناف.
﴿لهم﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر مقدَّم، و”الميم”: علامة جمع الذكور.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بحال محذوفة من أزواج.
﴿أَزْوَاجٌ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مُطَهَّرَةٌ﴾: صفة لأزواج مرفوعة بالضمة.
﴿ وجملة “لهم أزواج” استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَهُمْ﴾: الواو: حالية.
هم: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر “هم” خالدون.
﴿خَالِدُونَ﴾: خبر “هم” مرفوع بالواو؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
والجملة الاسمية “هم فيها خالدون” في محلّ نصب حال.

وَبَشِّرِ: أخبر.

الَّذِينَ آمَنُوا: صدَّقوا بالله.

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: من الفروض والنوافل.

جَنَّاتٍ: حدائق ذات شجر ومساكن، وهي دار الخلود للمؤمنين، وسميت جنة، لأنها تجنّ من فيها أي تستره بشجرها.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا: أي تحت أشجارها وقصورها.

الْأَنْهارُ: المياه فيها.

كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ: أطعموا من تلك الجنات.

رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ: أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها.

وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً: يشبه بعضه بعضا لوناً ويختلف طعماً.

وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ: من الحور وغيرها.

مُطَهَّرَةٌ: من الحيض والبصاق وسائر الأقذار.

وَهُمْ فِيها خالِدُونَ: ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون.

والخلود: البقاء، ومنه جنة الخلد.