الآية رقم (234) - وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

يكون مصدراً للشّرّ، من يستثمر الدّين بغير مجراه هو مجرم وإرهابيّ، هذا خلل نفسيّ وليس تديّناً، هذا الإنسان المجرم يريد غطاءً يبرّر به الشّذوذ النّفسيّ والجريمة في نفسه، فأسهل الطّرق أن يأخذ فتاوى شاذّة وضالّة ويقول: هذا هو الإسلام، أراد أن يسرق أراد أن يزني أراد أن يقتل.. يأتي بمبرّر لجريمته، فإذاً المشكلة في هذا الإنسان وفي تربيته، وليست المشكلة بما شرع ربّ الإنسان، لذلك تجدون الانحراف، أمّا الإسلام فكلّه أمر بالمعروف، الإسلام هو الخير، في الإسلام الهرّة لا يجوز حبسها.. كلّ هذه التعاليم كلّ هذه الآيات كلّ تعاليم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم نُحّيت عن الطّريق ويأتي مجرم ليبرّر الجريمة ويقول: إنّ هذا دين الإسلام.

(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ): لماذا هنا لم تأت بصير؟ الآية الّتي أتت قبلها (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) هنا: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) الخبير يكون بصيراً، لكن عنده خبرة، هنا صفة من صفات الله استخدمها في تذييل هذه الآية فلماذا اختار (خَبِيرٌ)؟ لأنّ الأمر هنا يتعلّق بأمر خاصّ بالمرأة فقط هي الّتي تعلن عنه أو لا تعلن عنه، هي الّتي تبيّنه أو لا تبيّنه إن كان بالحيض أو بالطّهر أو بالزّينة أو.. إلخ، فهنا معنى الآية يحتاج إلى: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، لكي تعلموا أنّ تذييل الآيات له أيضاً دلالات.

وَالَّذِينَ: الواو استئنافية الذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ

يُتَوَفَّوْنَ: فعل مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعل والجملة صلة الموصول

مِنْكُمْ: متعلقان بمحذوف حال

وَيَذَرُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة معطوفة

أَزْواجاً: مفعول به

يَتَرَبَّصْنَ: فعل مضارع مبني على السكون، ونون النسوة فاعل والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره، أزواج الذين يتوفون منكم يتربصن وهذه الجملة الاسمية خبر الذين

بِأَنْفُسِهِنَّ: متعلقان بالفعل قبلهما

أَرْبَعَةَ: ظرف زمان متعلق بالفعل قبله

أَشْهُرٍ: مضاف إليه

وَعَشْراً: عطف على أربعة أي عشر ليال.

فَإِذا: الفاء استئنافية إذا ظرف زمان

بَلَغْنَ: فعل ماض وفاعله

أَجَلَهُنَّ: مفعول به والجملة مستأنفة

فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: تكرر إعرابها والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم

فِيما: متعلقان بمحذوف حال.

فَعَلْنَ: ماض مبني على السكون ونون النسوة فاعل.

فِي أَنْفُسِهِنَّ: متعلقان بفعلن.

بِالْمَعْرُوفِ: متعلقان بمحذوف حال أي فاعلات بالمعروف

وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ: سبق إعراب مثلها في الآية السابقة

يُتَوَفَّوْنَ: يموتون بأن يتوفاهم الله ويقبض أرواحهم، قال الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) [الزمر 39/ 42] فإذا حذف الفاعل أسند

الفعل إلى المفعول

يَذَرُونَ: يتركون أَزْواجاً يطلق الزوج على الذكر والأنثى، كما قال تعالى: (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ يَتَرَبَّصْنَ) أي ليتربصن أي لينتظرن بِأَنْفُسِهِنَّ بعدهم عن الزواج أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً من الليالي، وهذا في غير الحوامل، أما الحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن بآية الطلاق (4) .

فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: أي أتممن عدتهن وانتهت مدة تربصهن وانتظارهن.

فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: أيها الأولياء

فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ: من التزين والتعرض للخطاب.

بِالْمَعْرُوفِ: شرعًا

خَبِيرٌ :عالم بباطن العمل وظاهره.