الآية رقم (74) - وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

هذه صفة أخرى من صفات عباد الرّحمن، يطلبون فيها أمرين:

1- ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾: والذّرّيّة لا تأتي إلّا بعد الزّواج؛ لذلك جاء الدّعاء للأزواج، ثمّ للذّرّيّة.

وكلمة: ﴿ قُرَّةَ ﴾  تُستعمل بمعنيين، وفي اللّغة شيء يسمّونه: (عامل اشتقاق)، يعني: يشتقّ اللّفظ من معنى عامّ، وقد يختلف معناه، لكن في النّهاية يلتقيان على معنى واحد.

وكلمة: ﴿ قُرَّةَ ﴾   تأتي بمعنى اللّزوم والثّبات، مِن قَرَّ في المكان، يعني: لزمه وثبت فيه، وتأتي بمعنى السّرور؛ والقُرُّ يعني أيضاً: شدّة البرودة.

فمعنى: ﴿قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾  ؛ أي: اجعل لنا من أزواجنا ما نُسَرُّ به.

2- ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾: نلحظ أنّ الدّعوة هنا جماعيّة، ومع ذلك لم يقُلْ: أئمّة، وذكر ﴿إِمَامًا﴾ بصيغة المفرد، فلماذا؟ قالوا: لأنّه عزَّ وجلَّ يُنبِّهنا إلى أنّ الإمام هو الّذي يسير على وَفْق منهج الله تعالى ولا يحيد عنه؛ لذلك إنْ تعدّدتْ الأئمّة فهُمْ جميعاً في حُكْم إمام واحد؛ لأنّهم يصدرون عن ربّ واحد، وعن منهج واحد لا تحكمهم الأهواء فتُفرِّقهم، كالأمراء مثلاً.

ثمّ يقول الحقّ عزَّ وجلَّ عن جزاء عباد الرّحمن:

«وَالَّذِينَ» معطوف على ما قبله

«يَقُولُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة

«رَبَّنا» منادى مضاف ونا مضاف إليه والجملة مقول القول

«هَبْ» فعل دعاء فاعله مستتر

«لَنا» متعلقان بهب

«مِنْ أَزْواجِنا» متعلقان بهب ونا مضاف إليه

«وَذُرِّيَّاتِنا» معطوف على ما قبله

«قُرَّةَ» مفعول به

«أَعْيُنٍ» مضاف إليه والجملة مقول القول

«وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً» فعل دعاء وفاعله مستتر ومفعولاه ومتعلقان باجعلنا