هذا القول يناسب عباد الرّحمن الّذين يفعلون الخيرات، طمعاً في الثّواب، وخوفاً من العقاب، فهم الّذين يقولون: ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.
﴿غَرَامًا﴾: كلمة (غرام) نقولها بمعنى الحبّ والـهُيَام والعشق، ومعناها: اللّزوم؛ أي: لازم لهم لا ينفكّ عنهم في النّار أبداً؛ لأنّ العاقبة إمّا جنّة أبداً، وإمّا نار أبداً.
فمعنى: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.؛ أي: لازماً دائماً، ليس مرّة واحدة وتنتهي المسألة، ومنه كلمة (الغريم)، وهو الّذي يلازم المدين ليأخذ منه دَيْنه.
وقولهم: ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ﴾، كأنّهم متصوّرون أنّ جهنّم ستسعى إليهم، وأنّ بينها وبينهم عداءً، بدليل أنّها ستقول: ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾[ق: من الآية 30]. ثمّ تذكر الآيات سبب هذه المقوله: