بين أهمّ ركنين من أركان الإسلام، وهما الصّلاة والزكاة، جاء الإعراض عن اللّغو، فاللّغو له تأثير كبير خاصّة في مجتمعاتنا.
﴿اللَّغْوِ﴾: الكلام الّذي لا فائدة منه، ويُطلق أيضاً على كلّ فعل لا جدوى منه، وفي موضع آخر يقول تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾[الفرقان: من الآية 72]، لا يشغلون به ولا يأبهون له، وحكى القرآن الكريم عن كفّار مكّة عند سماعهم القرآن الكريم، قولهم: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ﴾ [فصّلت: من الآية 26]، لذلك جعل الحقّ تعالى من نعيم الجنّة: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾ [الواقعة].
﴿مُعْرِضُونَ﴾: الإعراض في الأصل تجنّب الشّيء، وهو صورة لحركة إباء النّفس لشيء ما، وأهل المعرفة يضعون للّغو مقياساً، فيقولون: كلّ عمل لا تنال عليه ثواباً من الله عزَّ وجلَّ فهو لغو، لذلك احرص دائماً أن تكون حركتك كلّها لله تعالى حتّى تُثَابَ عليها، فمثلاً رجل دخل عليه رجل آخر وقصده في قضاء أمر من الأمور، وهو لا يملكه، لكنّه أراد أنْ يستغلّ فرصة الخير هذه، وأن يكون له ثواب حتّى في حركة الامتناع عنه، فرفع يده قائلاً: اللّهمّ إنّه عبد قصد عبداً، وأنا آخذ بيده وأقصد ربّاً، فاجعل تصويب خطئه في قصدي تصويباً لقصدك، يعني: وإنْ كنتُ لا أقدر على قضائها إلّا أنّني أدخل بها على الله عزَّ وجلَّ من هذه النّاحية، فكسب الثّواب، ولم ينطق بلغو.