﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً﴾: اجعلوا بينكم وبين صانعي الفتنة حاجزاً، الفتنة تعريفها الاختبار والامتحان والابتلاء، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ﴾ [البقرة: من الآية 191]، وفي آيةٍ أخرى يقول: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة: من الآية 217]، والفتنة هي الّتي تزعزع أركان المجتمعات وأركان النّاس، وهي الّتي تُعمي الأبصار والقلوب، فلا يرى الإنسان الحقائق، فلا بدّ من الضّرب على يد صانعي الفتنة منذ البداية، حتّى لا تستشري هذه الفتنة، وحتّى لا تصيب النّاس جميعاً.
﴿لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾: تعمّ المجتمع بمجمله، وهذا ما نراه بأيّ فتنةٍ تحدث في أيّ مجتمعٍ من المجتمعات، فيذهب الصّالح بالطّالح نتيجةً لعدم الضّرب بقوّةٍ على يد من يثير الفتنة في أيّ مجتمعٍ من المجتمعات.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾: إنّ الله سبحانه وتعالى شديد العقاب وإليه المآل، وهو يحصي أعمال النّاس، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق]، الله عزّ وجلّ شديد العقاب، وهو رقيبٌ، وحسيبٌ، ومطّلع على الأعمال، لذلك على الإنسان أن يحافظ على نفسه ومجتمعه، وأن يدرأ الفتن عن المجتمع، وألّا يقف صامتاً أمام مثيريها في المجتمع.