الآية رقم (18) - وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ

﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾: هذه الآية سبقتْ في سورة إبراهيم، فقال الحقّ سبحانه وتعالى هناك: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم]، واختلفت نهاية الآية.

وهنا الحديث عن النِّعَم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾، والنّعمة الواحدة لا تُعَدّ، المفرد لا يُعَدّ، لكن أيّ نعمةٍ من نِعَم الله عز وجل تُعَدّ؛ لأنّها مجموعةٌ كبيرةٌ من النِّعَم، نضرب مثالاً الماء، فهو نعمةٌ تشتمل على نِعَمٍ لا تُحصَى ولا تُعَدّ.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: أي: أنّكم مع كُفْركم سيزيدكم من النّعم، ويعطيكم من مناط الرّحمة، فمنكم الظّلم، ومن الله سبحانه وتعالى الرّحمة والمغفرة.

وكأنَّ تذييل الآية هنا يرتبط بتذييل الآية الّتي في سورة إبراهيم، حيث قال هناك: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: من الآية 34]، فهو سبحانه وتعالى غفورٌ لجحودكم ونُكْرانكم لجميل الله عز وجل، وهو رحيمٌ، فيوالي عليكم النِّعَم مع أنّكم ظالمون وكافرون.

«وَإِنْ» الواو استئنافية وإن شرطية

«تَعُدُّوا» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل وجملة الشرط مستأنفة وجملة فعل الشرط ابتدائية لا محل لها

«نِعْمَةَ» مفعول به

«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه

«لا تُحْصُوها» لا نافية ومضارع مجزوم جواب الشرط والواو فاعل والها مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير مقترن بالفاء

«إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وغفور ورحيم خبراها واللام المزحلقة والجملة مستأنفة