الآية رقم (58) - وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ

(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً): يأمر الإسلام بالوفاء بالعهود، فإذا وصل إليك بأنّهم سيخونون فلا تأخذهم على غرّة.

(فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ): أي أخبرهم وبيّن لهم؛ لأنّ الإسلام لا يتعلّق فقط بالمسلمين، فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [النّساء ]، لتحكم بين النّاس، مع ذلك المطلوب منك يا رسول الله إن خفت من قومٍ فابعث إليهم وبيّن لهم بأنّهم خانوا العهد قبل أن تتمّ أيّ معركة.

(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ): نجد في كثيرٍ من الآيات القرآنيّة قوله سبحانه وتعالى: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: من الآية 57]،(إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: من الآية 190]، (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: من الآية 32]، (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)، عندما نتتبّع في القرآن الكريم عن الّذين لا يحبّهم الله سبحانه وتعالى نجد أنّ عناصر الفساد والسّوء كلّها هي الّتي لا يحبّها الله تعالى، والمطلوب منك أن تكون دائماً على صلاحٍ وعلى أخلاقٍ وقيم حتّى فيمن فعل معك ذلك، فإنّ هناك أمانةً هي أن تأخذ بالقوّة، لكن عليك أن تبلّغ بأنّ هذا العهد والميثاق قد سقط نتيجة هذه الخيانة.

وَإِمَّا تَخافَنَّ: إعرابها الآية السابقة، وهي معطوفة

عَلى سَواءٍ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، ومفعول انبذ محذوف تقديره انبذ عهدهم.

إِنَّ اللَّهَ: الجملة تعليلية وجملة لا يحب خبر إن.

الْخائِنِينَ: مفعول به.

فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ: فاطرح إليهم عهدهم وحاربهم

عَلى سَواءٍ: أي استواء أنت وهم في العلم بنقض العهد، بأن تعلمهم به، لئلا يتهموك بالغدر، أو على طريق واضح سوي لا خداع فيه ولا خيانة.