الآية رقم (111) - وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ

بعد أن عدّد الله سبحانه وتعالى النّعم الّتي أنعمها على السّيّد المسيح عليه السَّلام فيما يتعلّق بالتّأييد بروح القُدس وكلامه للنّاس في المهد وكهلاً، والمعجزات الّتي جاء بها.. الآن يذكر سبحانه وتعالى ما يتعلّق بمن آمن بالسّيّد المسيح عليه السَّلام؛ لأنّه ذكر مَن كفر فقال: ﴿وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ﴾.

التّعريف اللّغويّ للحواري: الدّقيق النّقيّ الصّافي، فالحواريّون اصطلاحاً: المخلصون المحبّون لمنهج الله سبحانه وتعالى، هؤلاء الّذين آمنوا بالسّيّد المسيح عليه السَّلام وكانوا من تلامذته.

﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ﴾: الوحي: هو الإعلام بخفاءٍ، أي ألهمت هؤلاء الإيمان.

﴿أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي﴾: فعند إيمانك بالله سبحانه وتعالى لا بدّ أن تؤمن بالرّسول الّذي أرسله الله عزَّ وجلّ.

﴿قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُون﴾: الإسلام بمعناه العامّ: هو الاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى وطاعته والانقياد له جلَّ جلاله فيما أمر وفيما نهى.

وَإِذْ: ظرف زمان

أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والتاء فاعله والجملة في محل جر بالإضافة

أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي: أن مفسرة وقيل مصدرية والجملة بعدها مفسرة

جملة «قالُوا» مستأنفة لا محل لها من الإعراب

جملة «آمَنَّا» مقول القول

جملة «وَاشْهَدْ» معطوفة

بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ: أن واسمها وخبرها والمصدر المؤول في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل اشهد قبلهما.

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ: أمرتهم على لسانه، والحواريون، خلصاء عيسى وصحبه المخلصون.

أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي: أي عيسى