﴿إِنْ﴾: نافية بمعنى: ما يتّخذونك إلّا هُزُواً، ثمّ ذكر صيغة الاستهزاء:
﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾: وفي موضع آخر، قالوا: ﴿ أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ﴾ [الأنبياء: من الآية 36]، كأنّه صلى الله عليه وسلم دون هذه المنزلة، وما دام الرّسول في نظرهم دون هذه المنزلة، فإنّهم يريدون شخصاً على مستواهم كما يدّعون ويفترون على الله عزَّ وجلَّ الكذب، كما قالوا: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾[الزّخرف: من الآية 31]، فالعظمة بنظرهم هي بالمال، ومعنى هذا أنّهم ممكن أن يؤمنوا بوجود إله ورسول ومنهج، لكنّ اعتراضهم على شخصيّة النّبيّ ﷺ، وأنّى لهم؟! ثمّ يتناقضون مع أنفسهم، فيقولون: