الآية رقم (59) - وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا﴾: الطّفل حين كان طفلاً لم يبلغ الحُلُم كان يدخل دون استئذان في غير هذه الأوقات، فإنْ بلغ الحُلُم فعليه أنْ يستأذن، لا نقول: إنّه تعوَّد الاستئذان في هذه الأوقات فقط، لا، إنّما عليه أنْ يستأذن في الأوقات جميعها فقد شَبَّ وكَبِر، وانتهتْ بالنّسبة إليه هذه الحالة، وبلوغ الحلم أن ينضج الإنسان نُضْجاً يجعله صالحاً لإنجاب مثله، فهذه علامة اكتمال تكوينه، وهذا لا يتأتّى إلّا باستكمال الغريزة الجنسيّة الّتي هي سَبَب النَّسْل والإنجاب، ونقول له: انتهتْ الرّخصة الّتي منحها لك الشّرع، وعليك أن تستأذن في الأوقات جميعها، لذلك يقول تعالى في موضع آخر: ﴿أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾[النّور: من الآية 31]، وجاء بالطّفل بصيغة المفرد؛ لأنّ الأطفال في هذه السِّنِّ لم تتكوّن لديهم الغريزة، وليست لهم هذه الميول أو المآرب، فكأنّهم واحد، أمّا بعد البلوغ وتكوُّن الميول الغريزيّة، قال: ﴿الْأَطْفَالُ﴾؛ لأنّ لكلّ منهم بعد البلوغ ميوله وشخصيّته.

﴿كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: أي: من الكبار الّذين يستأذنون في الأوقات كلّها.

﴿كَذَلِكَ﴾: أي: مثل ما بيَّنَّا في الاستئذان الأوّل.

﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ﴾؛ لأنّه تعالى:

﴿عَلِيمٌ﴾: بما يُصلِحكم.

﴿حَكِيمٌ﴾: لا يُشرِّع لكم إلّا بحكمة.

«وَإِذا» الواو استئنافية إذا ظرف يتضمن معنى الشرط

«بَلَغَ الْأَطْفالُ» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه

«مِنْكُمُ» متعلقان بحال محذوفة

«الْحُلُمَ» مفعول به والجملة مضاف اليه

«فَلْيَسْتَأْذِنُوا» الفاء واقعة في جواب إذا واللام لام الأمر ومضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم

«كَمَا» الكاف حرف جر ما مصدرية

«اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ» ماض واسم الموصول فاعل وما وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالكاف متعلقان بمفعول مطلق محذوف

«مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة والهاء مضاف اليه

«كَذلِكَ» سبق إعرابها،

«يُبَيِّنُ اللَّهُ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله والجملة مستأنفة

«لَكُمْ» متعلقان بيبين

«آياتِهِ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والهاء مضاف اليه

«وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة