الآية رقم (137) - وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ

 ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ﴾: هنا المولى سبحانه وتعالى أهلك فرعون، أهلك عدوّهم واستخلفهم في الأرض، والأرض هي أرض الشّام ومصر.

﴿مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾: هنا لفتةٌ علميّةٌ، لم يكن يُعرف أنّ هناك مشارقاً ومغارباً، وإنّما هناك مشرقٌ ومغربٌ واحدٌ، الله سبحانه وتعالى يعطي إشاراتٍ علميّةً ستكتشف في أزمنةٍ لاحقةٍ لا يطيقها العقل البشريّ في زمن النّزول، ففي زمن النّزول أطلق الله سبحانه وتعالى كلمة مشارق ومغارب وتركها، فكلّ مكانٍ له مشرقٌ وله مغربٌ، فإذا سرت من مدينةٍ إلى مدينةٍ فإنّ المشرق يختلف وكذلك المغرب؛ لأنّ الأرض كرويّةٌ وهي تدور حول الشّمس، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: من الآية 40].

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ﴾: ما هي الكلمة الحسنى؟ هي أنّه سيورثهم الأرض، الكلمة الحسنى في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص].

﴿وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ﴾: هذه الآثار كلّها الّتي كان يصنعها فرعون دمّرها الله سبحانه وتعالى.

﴿وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾: أي ما كانوا يبنون من القصور وغيرها، لذلك نجد بأنّ آثار الفراعنة ما زالت موجودةً وشاهدةً عليهم.

     

وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ: فعل ماض وفاعله ومفعوله الأول. والجملة معطوفة.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب صفة.

كانُوا: كان والواو اسمها.

يُسْتَضْعَفُونَ: مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل. والجملة في محل نصب خبر. وجملة كانوا يستضعفون صلة الموصول.

مَشارِقَ: مفعول به ثان.

الْأَرْضِ: مضاف إليه.

وَمَغارِبَهَا: عطف على مشارق

الَّتِي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة.

بارَكْنا: فعل ماض، ونا فاعله

فِيها: متعلقان بباركنا والجملة صلة.

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ: فعل ماض وفاعله، والتاء للتأنيث.

رَبِّكَ: مضاف إليه.

الْحُسْنى: صفة كلمة مرفوعة وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر

عَلى: حرف جر.

بَنِي: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة،

إِسْرائِيلَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة، ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.

بِما: ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها «صَبَرُوا» بمصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بالفعل تمت.

وَدَمَّرْنا: فعل ماض وفاعل.

ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة.

كانَ: فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر.

يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ: فعل مضارع وفاعل.

وَقَوْمُهُ: عطف على فرعون. والجملة في محل نصب خبر كان.. وجملة كان واسمها وخبرها صلة الموصول لا محل لها.

وَما كانُوا يَعْرِشُونَ: عطف.

وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ: هم بنو إسرائيل كان يستضعفهم فرعون وقومه.

مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا: المراد جميع نواحيها أو جهاتها، والمراد بالأرض: أرض مصر والشام، ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة، وتصرفوا كيف شاؤوا في أطرافها ونواحيها الشرقية والغربية.

بارَكْنا فِيها: بالماء والشجر والخصب وسعة الأرزاق، وهي صفة للأرض.

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ: أي وصلت إلى آخر الحد، والمعنى: مضت عليهم واستمرت، من قولك: تم على الأمر: إذا مضى عليه، وكلمة الله: هي وعده لبني إسرائيل بإهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض، في قوله تعالى: (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ) [الأعراف 7/ 129] وقوله: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) [القصص 28/ 5] .

بِما صَبَرُوا: أي بسبب صبرهم على أذى عدوهم.

وَدَمَّرْنا: أهلكنا وخربنا

ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ: ما كانوا يعملون ويبنون من العمارات والقصور.

وَما كانُوا يَعْرِشُونَ: ما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره، أو ما يرفعون من السقائف والمباني للنبات والشجر المتسلق، كعرائش العنب، ومنه: عرش الملك.