الآية رقم (7) - وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ

وقد سبق أن أنكروا البعث بعد الموت، وقالوا: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الصّافّات]، فيردُّ عليهم الحقّ سبحانه وتعالى: نعم، سنعيدكم بعد الموت، والّذي خلقكم من لا شيءَ قادرٌ على إعادتكم من باب أَوْلَى؛ لذلك يقول جلَّ جلاله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [الرّوم: من الآية 27]، والحقّ سبحانه وتعالى هنا يخاطبنا على قَدْر عقولنا؛ لأنّنا نفهم أنّ الخَلْق من موجود أهون من الخَلْق من عدم، أمّا بالنّسبة إلى الخالق عزَّ وجلّ فليس هناك سَهْل وأسهل، ولا هَيِّن وأهْون.

﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ﴾: كأنّ عمليّة إحياء الموتى ليست مُنْتهى قدرة الله عزَّ وجلّ، إنّما في قدرته سبحانه وتعالى كثير من الآيات والعجائب.

﴿لَا رَيْبَ فِيهَا﴾: أي: لا شَكَّ فيها.

والسّاعة: أي: زمن القيامة وموعدها، لكنّ القيامة ستكون للحساب والفَصْل بين النّاس، فلا بُدَّ من بَعْثهم من القبور؛ لذلك يقول بعدها:

﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾: فكُلُّ ما تقدّم ناشئ من أنّه سبحانه وتعالى هو الحقّ؛ ولأنّه جلَّ جلاله الحقّ، فهو يُحيي الموتى، وهو على كلّ شيء قدير، والسّاعة آتية لا رَيْبَ فيها، وهو سبحانه وتعالى يبعث مَنْ في القبور.

«وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ» الواو عاطفة وأن واسمها وخبرها والجملة معطوفة

«لا رَيْبَ» لا نافية للجنس وريب اسمها

«فِيها» متعلقان بالخبر والجملة حالية من الضمير المستتر في آتية

«وَأَنَّ اللَّهَ» الواو عاطفة وأن ولفظ الجلالة اسمها والجملة معطوفة

«يَبْعَثُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة في محل رفع خبر أن

«مَنْ» موصولية في محل نصب مفعول به

«فِي الْقُبُورِ» متعلقان بصلة محذوفة