الآية رقم (92) - وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ

هنا قضيّةٌ مهمّةٌ، فطاعة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم هي من طاعة الله سبحانه وتعالى، وهناك عدّة أنواعٍ من الخطاب للمؤمنين في القرآن الكريم حول الطّاعة المتعلّقة بالرّسول الكريم، مرّةً تأتي: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [الأنفال: من الآية 1]، ومرّةً تأتي: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ﴾ fالمائدة: من الآية 92d، في المجمل تكون طاعةً لله سبحانه وتعالى، وفي التّفاصيل طاعةً للرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، مثالٌ على طاعة الله جلَّ جلاله قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران: من الآية 97]، بعدها طاعة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: «خذوا عنّي مناسككم»([1])، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمرنا بالطّواف سبعة أشواطٍ والسّعي بين الصّفا والمروة والصّعود لعرفات… وكذلك الصّلاة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ

«وَأَطِيعُوا اللَّهَ، وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، وَاحْذَرُوا» أفعال أمر والواو فاعل في كل منها وهي جمل معطوفة.

وجملة أطيعوا معطوفة على جملة «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» التي تعني انتهوا، «فَإِنْ» الفاء استئنافية إن شرطية جازمة. «تَوَلَّيْتُمْ» فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب وجواب الشرط محذوف والتقدير إن توليتم فاعلموا أنكم مجازون بعملكم. «أَنَّما» كافة ومكفوفة. «عَلى رَسُولِنَا» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ «الْبَلاغُ» «الْمُبِينُ» صفة. وجملة أنما مستأنفة. وأنما وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا.

وَاحْذَرُوا: المعاصي.

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ: عن الطاعة.

الْبَلاغُ الْمُبِينُ: الإبلاغ الواضح.