﴿وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ﴾: يعني: جعلنا من خلفهم.
﴿فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةًۖ﴾: فكلّ مَنْ ذكرهم في الدّنيا يقول: لعنهم الله، فعليهم لعنة دائمة باقية ما بقيتْ الدّنيا، وهذا اللّعْن والطّرد من رحمة الله ليس فقط جزاء أعمالهم، إنّما هو مقدّمة لعذاب بَاقٍ وخالد في الآخرة، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ﴾[الطّور: من الآية 47].
﴿وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ﴾: مادّة: قبح، تقول للشّرير: قبَّحك الله؛ أي: طردك وأبعدك عن الخير، ولها استعمال آخر: تقول: قَبَحْتُ الدُّمّل؛ أي: فتحته ونكأته قبل نُضْجه فيخرج منه الدّم مع الصّديد ويشوّه مكانه، ويكون المعنى: ﴿هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ﴾؛ أي: الّذين تشوَّهَتْ وجوههم بعد نعومة الجلد ونضارته، وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذا التّشويه بصور مختلفة.