وهنا يُوجِز الحقّ سبحانه وتعالى ما أرسل به نبيّهم صالح عليه السلام من آياتٍ تدعوهم إلى التّوحيد بالله عز وجل، وصِدْق بلاغ صالح عليه السلام الّذي تمثَّل في النّاقة الّتي حذَّرهم صالح عليه السلام أنْ يقربوها بسوءٍ كَيْلا يأخذهم العذاب الأليم، لكنّهم كذَّبوا وأعرضوا عنه، ولم يلتفتوا إلى الآيات الّتي خلقها الله سبحانه وتعالى في الكون من ليلٍ ونهار، وشمسٍ وقمر، واختلاف الألْسُنِ والألوان بين البشر.. ونعلم أنّ الآيات تأتي دائماً بمعنى الـمُعْجزات الدَّالّة على صدْق الرّسول في بلاغه عن الله سبحانه وتعالى، وسيّدنا صالح عليه السلام جاءهم بآيةٍ خاصّة هي هذه النّاقة، ولكنّهم أنكروا وجحدوا بالآية، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾؛ أي: تكبَّروا وأعرضوا عن المنهج الّذي جاءهم به صَالح عليه السلام، والإعراض هو أنْ تُعطِي الشّيء عَرْضك بأن تبتعدَ عنه ولا تُقبِل عليه.
«وَآتَيْناهُمْ» الواو عاطفة آتيناهم ماض وفاعله ومفعوله الأول والجملة معطوفة
«آياتِنا» مفعول به ثان ونا مضاف إليه
«فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ» الفاء عاطفة وكان واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بالخبر والجملة معطوفة
منصوبة بالياء.