الآية رقم (6) - هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ): لم يقل: (هو الّذي صوّركم) بالماضي، إنّما استخدم الفعل المضارع الّذي يدلّ على الاستمرار؛ لأنّه في كلّ لحظة من اللّحظات يتمّ فيها تلقيح البويضة في الرّحم ويحدث حمل، فالحمل ليس مثل القالب، يصنعون بواسطته مئات الآلاف على نفس النّموذج، الخلق ليس كذلك، الله سبحانه وتعالى يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الرّوم]، والتّصوير في الأرحام هو جعل الشّيء على صورة معيّنة، أبيض أو أسود، ذكر أو أنثى.. واختلاف الألسنة واختلاف الألوان هذا هو التّصوير في الأرحام، وكلّ ذلك وفق مشيئته، فالله سبحانه وتعالى جعل لكلّ إنسان في كلّ يد خمس أصابع، لكنّه إن شاء يخلق أحدهم بستّ أو سبع أو ثلاث أصابع.. يخلق هذا أعمى وهذا أطرش وهذا بعاهة، هذا الخلق لماذا يكون فيه شذوذ عمّا اعتاده النّاس؟ ليلفت المولى سبحانه وتعالى النّاس وخصوصاً الّذين يسهون عن نِعَم الله سبحانه وتعالى، فقد يعتقد بعضهم نتيجة الرّتابة أنّ هذا الأمر هو أمر له ديمومة، ولا يطرأ عليه تغيير، فينبّههم أنّهم من عالم الأغيار، فاليوم قد يكون الإنسان صحيحاً وغداً سقيماً، اليوم غنيّ وغداً فقير، اليوم حيّ وغداً ميّت، فإذاً كان هناك بعض الشّذوذ في الخلق فالمراد منه أن ينظر الإنسان دائماً إلى نِعَم الله سبحانه وتعالى ولا يسهو عنها.

هُوَ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

الَّذِي: اسم موصول خبر

يُصَوِّرُكُمْ: فعل مضارع ومفعوله وفاعله مستتر

فِي الْأَرْحامِ: متعلقان بيصوركم والجملة صلة الموصول

كَيْفَ: أداة شرط في محل نصب حال

يَشاءُ: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: تقدم إعرابها والجملة استئنافية

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ: العزيز خبر أول لمبتدأ محذوف تقديره: هو العزيز والحكيم خبر ثان.

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ: التصوير: جعل الشيء على صورة لم يكن عليها

والأرحام: جمع رحم، وهو مستودع الجنين من المرأة كَيْفَ يَشاءُ من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وطبائع وأخلاق وغير ذلك.

الْعَزِيزُ: في ملكه

الْحَكِيمُ: في صنعه