الآية رقم (5) - إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء

أراد أن يبثّ في نفس الإنسان الاطمئنان وخصوصاً إذا كان هذا الإنسان مؤمناً بوجود الله، أنّه يعلم السّرّ وأخفى، فأنت أين ما كنت وبأيّ وقت كنت فإنّ الله سبحانه وتعالى مطّلع على الأعمال والسّرائر.

والسّماء والأرض ملك لله سبحانه وتعالى، (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة]،  فإذاً هو المتصرّف والمدبّر لشؤون الخلق كما قال في أوّل السّورة: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، وهذا الإله المدبّر لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء. فلا يمكن أن تكون هناك أخلاق وقيم من دون الرّقابة الدّينيّة الّتي تنشأ نتيجة علم الإنسان أنّ الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء، وهي الضّمان كيلا يجترئ أحد على الكذب والغيبة والنّميمة والسّرقة والزّنى والرّشوة وارتكاب الموبقات وشرب الخمر… إن كان مؤمناً أنّ الله معه يسمع ويرى.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ: لا نافية يخفى مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف شيء فاعله والجار والمجرور متعلقان بيخفى.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بمحذوف صفة شيء

وَلا فِي السَّماءِ: عطف على في الأرض.

إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ: كائن في الأرض ولا في السماء، لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي

وخصهما بالذكر لأنَّ الحس لا يتجاوزهما.