الآية رقم (29) - هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءيُقال:

  • استوى الإنسان بعد أن كان مائلاً.
  • أو استوى الملك على عرشه.

ليس كمثله شيء، تنزّه عن الشّبيه والنّظير، والفعل يُنسب إلى فاعله، فبصرنا ليس كبصر الله عزَّ وجل، وعلمنا ليس كعلمه.. واستواء الله سبحانه وتعالى يليق بجلاله. والآيات الّتي تتعلّق بصفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله وكلامه، وقد يكون فيها إشكال على أفهامنا، نحيلها إلى الله سبحانه وتعالى، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشّورى: من الآية 11].

أمّا السّماء: فهي كلّ ما علاك فأظلّك.

﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وفي وقت التّنزيل كان العقل البشريّ لا يُدرك معنى سبع سماوات. ونحن الآن عرفنا كرويّة الأرض وجريان الشّمس، وهناك حكمة في ذكر سبع سماوات، لم نكتشفها بعد، ونتركها للزّمان الّذي قد يكشفها وقد لا يكشفها.

﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌفردّ الله سبحانه وتعالى كلّ شيء إلى علمه، والفرق بين علمك وعلمه كالفرق بينك وبينه، وكالفرق بين استوائك واستوائه.

﴿هُوَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع خبر.
وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿لَكُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ”خلق”، و “الميم”: علامة جمع الذكور، بمعنى “لأجلكم”، وجملة “خلق لكم” صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَا﴾: اسم موصول بمعنى “الذي” مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بصلة الموصول المحذوفة، والتقدير: ما هو كائن في الأرض.
﴿جَمِيعًا﴾: حال منصوب بالفتحة.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف.
﴿اسْتَوَى﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿إِلَى السَّمَاءِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان باستوى.
والجملة معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَسَوَّاهُنَّ﴾: الفاء حرف عطف.
سوى: تعرب إعراب”استوى”.
وهن: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أول.
﴿سَبْعَ﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، أو بدل من “هُنَّ”.
﴿سَمَاوَاتٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حرف استئناف.
و “هو”: ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿بِكُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ” عليم”.
﴿شَيْءٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة.
﴿عَلِيمٌ﴾: خبر المبتدأ “هو” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة المبتدأ والخبر استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
ويجوز إعراب الواو حالية والجملة الاسمية بعده في محلّ نصب حال.

ما فِي الْأَرْضِ: الأرض وما فيها.

جَمِيعاً: لتنتفعوا به وتعتبروا.

ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ: بعد خلق الأرض: قصد وعمد إليها بإرادته تعالى، قصداً مستوياً خاصا بها.