الآية رقم (29) - هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

قد ينفي بعض الملاحدة خلق الله سبحانه وتعالى لكلّ ما في الأرض ويقول: نحن نخترع الآلات، ونأتي بالبذور لتصبح ثماراً وأشجاراً، ونضع البذور في التّراب، ونستخدم لها السّماد، نحن نزرع، نحن نصنع، نحن نبني، ونحن من اخترع الآلة والكهرباء والسّيارة والطّائرة.. وكيف يقول الله سبحانه وتعالى: خلقتُ ما في الأرض جميعاً فكيف ذلك؟ لا شكّ أنّ الآية صحيحة، لكنّهم لم يفهموا مرادات القرآن الكريم لقصور عقولهم. والله جلّ وعلا خالق كلّ شيء: قم بإعادة التّسلسل، بدءاً من حبّة القمح، فمن أين أتت الحبّة الأولى؟ خُلِقت كما خُلِق آدم عليه السَّلام.. وأنت استخدمت الأسباب الّتي وضعها الله عزَّ وجل، فكلّ الأمور في الحياة من بدايتها تعود لخلق الله جلَّ جلاله لها، ثمّ وضعت الأسباب والعوامل، وحتّى من يريد صناعة طائرة مثلاً لا بدّ له من الأسباب العلميّة والقوانين الّتي خلقها الله سبحانه وتعالى لوجود الأشياء.. ومثلاً: من اخترع الكهرباء؟ هي موجودة أصلاً، والإنسان اكتشفها لتخرج إلى العيان، فالله عزَّوجل خلق ما في الأرض جميعاً.

﴿هُوَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع خبر.
وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿لَكُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ”خلق”، و “الميم”: علامة جمع الذكور، بمعنى “لأجلكم”، وجملة “خلق لكم” صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَا﴾: اسم موصول بمعنى “الذي” مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بصلة الموصول المحذوفة، والتقدير: ما هو كائن في الأرض.
﴿جَمِيعًا﴾: حال منصوب بالفتحة.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف.
﴿اسْتَوَى﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿إِلَى السَّمَاءِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان باستوى.
والجملة معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَسَوَّاهُنَّ﴾: الفاء حرف عطف.
سوى: تعرب إعراب”استوى”.
وهن: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أول.
﴿سَبْعَ﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، أو بدل من “هُنَّ”.
﴿سَمَاوَاتٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حرف استئناف.
و “هو”: ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿بِكُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ” عليم”.
﴿شَيْءٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة.
﴿عَلِيمٌ﴾: خبر المبتدأ “هو” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة المبتدأ والخبر استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
ويجوز إعراب الواو حالية والجملة الاسمية بعده في محلّ نصب حال.

ما فِي الْأَرْضِ: الأرض وما فيها.

جَمِيعاً: لتنتفعوا به وتعتبروا.

ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ: بعد خلق الأرض: قصد وعمد إليها بإرادته تعالى، قصداً مستوياً خاصا بها.