(هَلْ يَنظُرُونَ): بمعنى هل ينتظرون، والنّظر إدراك الشّيء، وإدراك الشّيء إمّا أن يكون بالنّظر المباشر، أو بإدراك علم ومعرفة.
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ): هل ينتظرون، وكأنّه بعد أن بيّن الآيات والأحكام، وبيّن الهداية وطريقها وأرسل الرّسل وأنزل معهم الكتب، فمن زلّ وعصى بعد ذلك، وخرج عن طريق الاستقامة والطّاعة فإنّ الله سبحانه وتعالى عزيز حكيم، فهل ينتظرون أي سيفاجؤون بذلك اليوم حينما يأتي أمر الله, (أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ) المقصود هنا أن يأتي أمر الله سبحانه وتعالى، فنحن نأوّل الآية، فلا نحن شبّهناه بخلقه، ولا عطّلنا الآية أيضاً عن معناها، فالله سبحانه وتعالى لا يُشبَّه بالخلق، والله سبحانه وتعالى لا يمكن تصوّره، وكلّ ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، والله سبحانه وتعالى القادر لا يمكن أن يكون مقدوراً أبداً، فلا يمكن أن تقدر على تصوّره سبحانه وتعالى، فلا تقول: إنّه يأتي، أي أنّه يتخلّى من مكان إلى مكان، فالله سبحانه وتعالى لا يخلو عنه مكان، فهذا من عظمته تبارك وتعالى، فكلّ ما يتعلّق بالله سبحانه وتعالى من أفعال، من صفات، من أسماء، قد تجد أنّ بعضها يشترك مع صفات البشر أو مع أسماء البشر