الآيات السّابقة كانت كلّها تتعلّق بالحلال والحرام والإحرام والبيت الحرام، إذاً هي تتعلّق بأوامر افعل ولا تفعل، بعد ذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يسلّي قلب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم ويبيّن مهمّة الرّسل عليهم السَّلام بالنّسبة للنّاس، فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق واستدعاهم إلى الوجود لم يتركهم تائهين ضالّين عن وجوده، مع أنّه وضع فطرة الإيمان في نفوسهم، فأراد سبحانه وتعالى أن يثبّت ذلك بألسنة الرّسل عليهم السَّلام، فمهمّة الرّسل التّبليغ عن الله عزَّ وجلّ، لذلك قال جلّ علا: ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾، البلاغ: هو إعلانٌ عن شيءٍ مهمٍّ.
«ما» نافية لا عمل لها «عَلَى الرَّسُولِ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «إِلَّا» حرف حصر «الْبَلاغُ» مبتدأ والجملة مستأنفة لا محل لها. «وَاللَّهُ» الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ وخبره جملة يعلم «ما تُبْدُونَ» ما اسم موصول في محل نصب مفعول به وجملة تبدون صلة الموصول لا محل لها وجملة «تَكْتُمُونَ» معطوفة، وجملة والله يعلم.. مستأنفة لا محل لها
تُبْدُونَ: تظهرون من العمل
وَما تَكْتُمُونَ: تخفون منه، فيجازيكم به