الآية رقم (32) - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ

﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾ : فرَّقوا دينهم كالرّكْب الّذين اختلفتْ وجهاتهم ونيّاتهم.

﴿وَكَانُوا شِيَعًا﴾ : جمع شيعة، وهم الجماعة المتعاونة على أمر من الأمور، خيراً كان أم شرّاً، خيراً مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ ‌شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴾  [الصّافّات]، أو شرّاً مثل: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ ‌عَلَا ‌فِي ‌الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾  [القصص: من الآية 4]، فالدّين يجمع ولا يفرّق، فالّذين فرّقوا اعتقادهم وجعلوه أقساماً أقساماً:

﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ : فرحون بما قاموا به من عمل دنيويّ؛ أي: من أمور دنيويّة؛ لأنّ الدّين يكون لصلاح الدّنيا والآخرة، وهم أسرى للسّلطة الزّمنيّة، فإذا جاءهم أمر جامع فرّقوا دينهم، وكانوا أقساماً، كلّ حزب بما لديهم فرحون بما حقّقوه وما استطاعوا أن يحصلوا عليه من متعة وسلطات وأموال.