الآية رقم (0) - مقدمة تفسير سورة الطلاق

سورة الطَّلَاق سورة مدنيّة، عدد آياتها: (12)، ترتيبها في المصحف الشّريف (65)، نزلت بعد سورة الإنسان، هذه السّورة تتعلّق بأحكام الطّلاق، وهنا يجب أن نقف قليلاً، فالطّلاق هو من تشريعات الإسلام، وهو أبغض الحلال عند الله عز وجلَّ، وبعض النّاس لمجرّد ذكر كلمة الطّلاق يخطر بباله تعسّف وغضب وظلم الرّجل للمرأة، وكلّ المعاني من الممارسات السّلبيّة والعادات الاجتماعيّة غير الدّينيّة، لذلك وضع المولى سبحانه وتعالى سورة في القرآن الكريم اسمها سورة الطّلاق، فيها أحكام تتعلّق بالطّلاق، والطّلاق كما قال سبحانه وتعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾[البقرة: من الآية 229]، فالطّلاق مرّتان، ثمّ إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، فذكر مع الطّلاق المعروف والإحسان، والزّواج أصلاً هو عقد شراكة حياة بين رجل وامرأة، فإذا سُدَّت الأبواب كلّها، وكانت هناك ظروف قاهرة، ليُصبِح من الأفضل فسخ هذا العقد ليكون الطّلاق، ولا يكون الطّلاق لنزوات وغضب أو لأوّل عقبات تظهر بمسيرة الحياة بين الرّجل والمرأة؛ لأنّ الزّواج يترتّب عليه تكوين أسرة وأولاد، ولهذه الأسرة أحكام تتعلّق بها، وبصيانتها، ومن ضمن الأحكام الّتي تصون الأسر، هي أحكام الطّلاق، وكما قال ﷺ: «أَبْغَضُ الحَلَالِ إِلَى اللَّهِ الطَّلَاقُ»([1])، فالطّلاق يكون لأسباب قاهرة، والله سبحانه وتعالى وضع قيوداً وضوابط وأحكاماً تتعلّق بهذا الطّلاق.

([1]) سنن ابن ماجه: كتاب الطّلاق، باب حدّثنا سُوَيد بن سعيد، الحديث رقم (2018).