﴿لَّعَنَهُ اللّهُ﴾: أي طرده الله سبحانه وتعالى من رحمته؛ لأنّه ردّ الحُكم على الله تعالى، الفارق بين معصية آدم عليه السلام وما بين معصية إبليس بأنّ إبليس كان من الجنّ وفسق عن أمر ربّه، فقد كان موجوداً في جمع الملائكة ولكنّه خرج عن أمر الله عزَّ وجل، عندما أمرهم سبحانه وتعالى بالسّجود لآدم عليه السلام فسجدوا إلّا هو أبى واستكبر وقال: ﴿أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ [الإسراء: من الآية 61]، ردّ الحُكم على الله سبحانه وتعالى واستكبر عليه وأشرك به وكفر فلعنه الله عزَّ وجلوطرده من رحمته، أمّا آدم عليه السلام: ﴿….. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ [طه: من الآية 121، والآية 122]، سيّدنا آدم عليه السلام عصى الله عزَّ وجللكنّه تاب واعترف بذنبه.
﴿وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾: نصيباً؛ أي قسماً مفروضاً، أي مقسومٌ لي هذا النّصيب، جرى هذا عندما هبط إبليس بأمر الله سبحانه وتعالى إلى الدّنيا وقال: ﴿أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الأعراف: من الآية 14]؛ أي أمهلني، و: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص]، أقسم بعزّة الله تبارك وتعالى أي باستغناء الله سبحانه وتعالى عن عبادة خلقه، فلعنه الله عزَّ وجل.