الآية رقم (37) - لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

عندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، إذاً هناك اختبارٌ وتمحيصٌ وتصفيةٌ لعنصر الإيمان، وهذه طبيعة الحياة الدّنيا، لا بدّ من وجود اللّيل مقابل النّهار، ومن وجود الباطل مقابل الحقّ، ومن وجود الشّرّ مقابل الخير، هذه سنّة الله سبحانه وتعالى، فإذاً التّمحيص والاختبارات الّتي تتمّ للمؤمنين من خلال موقعة بدر هذه الموقعة العظيمة الّتي كانوا فيها فئةً قليلةً مستضعفين وواجهوا فئةً كثيرةً فيها قوّةٌ ومالٌ وهيلمان، إذاً هذه الأمور كلّها تتمّ لتمييز الخبيث من الطّيّب.

﴿وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ﴾: لأنّ الخبيث له ألوانٌ مختلفةٌ وأنواعٌ متعدّدةٌ، هذا خبيثٌ في كذا وهذا خبيثٌ في كذا، والخبث إنّما يدلّ على عناصر الشّرّ، فيركمه جميعاً؛ أي يتمّ تجميع كلّ هذه الخبائث، فيجعله الله سبحانه وتعالى في جهنّم.

﴿أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾؛ لأنّهم خسروا الحياة الدّنيا وخسروا النّتيجة والمآل ونتيجة الاختبار، فكان الخسران المبين.

لِيَمِيزَ: مضارع منصوب بأن المضمرة، والمصدر المؤول في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يغلبون.

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل.

الْخَبِيثَ: مفعول به.

مِنَ الطَّيِّبِ: متعلقان بحال من الخبيث.

وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ: عطف.

بَعْضَهُ: بدل منصوب.

عَلى بَعْضٍ: متعلقان بمحذوف حال من بعضه.

فَيَرْكُمَهُ: عطف على يجعل.

جَمِيعاً: حال.

فَيَجْعَلَهُ: عطف.

فِي جَهَنَّمَ: اسم مجرور بالفتحة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل.

أُولئِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.

هُمُ: ضمير فصل.

الْخاسِرُونَ: خبر والجملة مستأنفة.

لِيَمِيزَ: متعلّق ب تَكُونُ، ومعناه يفصل

الْخَبِيثَ: الكافر.

مِنَ الطَّيِّبِ: المؤمن.

فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً: يجمعه متراكبًا بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ.