ما زالت الآيات تتحدّث عن مشركي مكّة وعمّا جرى في موقعة بدر الكبرى، وكما قلنا: الآيات القرآنيّة لها خصوصيّة سببٍ وعموميّة معنى.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: هناك تغذيةٌ من قِبل المشركين لوقوفهم في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين من خلال إنفاقهم للمال؛ ليصدّوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى، وجمعهم للعتاد، ولكلّ ما يحتاجون إليه في مواجهة الحقّ، فالوقوف أمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو صدٌّ عن سبيل الله جلّ جلاله؛ لأنّ سبيل الله سبحانه وتعالى هو سبيل الحقّ، وهو الصّراط المستقيم، وسبيل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
﴿فَسَيُنْفِقُونَهَا﴾: هذا إخبارٌ عن المستقبل، صحيحٌ أنّ كفّار قريش أنفقوا الأموال من أجل الوقوف والصّدّ عن دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لكن في المستقبل وفي كلّ وقت من الأوقات ستجد أعداءً، وستجد مَن يحشد من خلال أمواله وكلّ ما يملكه في سبيل الوقوف في وجه الحقّ.