الآية رقم (36) - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ

ما زالت الآيات تتحدّث عن مشركي مكّة وعمّا جرى في موقعة بدر الكبرى، وكما قلنا: الآيات القرآنيّة لها خصوصيّة سببٍ وعموميّة معنى.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: هناك تغذيةٌ من قِبل المشركين لوقوفهم في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين من خلال إنفاقهم للمال؛ ليصدّوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى، وجمعهم للعتاد، ولكلّ ما يحتاجون إليه في مواجهة الحقّ، فالوقوف أمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو صدٌّ عن سبيل الله جلّ جلاله؛ لأنّ سبيل الله سبحانه وتعالى هو سبيل الحقّ، وهو الصّراط المستقيم، وسبيل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

﴿فَسَيُنْفِقُونَهَا﴾: هذا إخبارٌ عن المستقبل، صحيحٌ أنّ كفّار قريش أنفقوا الأموال من أجل الوقوف والصّدّ عن دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لكن في المستقبل وفي كلّ وقت من الأوقات ستجد أعداءً، وستجد مَن يحشد من خلال أمواله وكلّ ما يملكه في سبيل الوقوف في وجه الحقّ.

إِنَّ الَّذِينَ: إن واسمها وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول وجملة إن الذين ابتدائية لا محل لها.

يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله، والجملة في محل رفع خبر إن.

لِيَصُدُّوا: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ينفقون.

عَنْ سَبِيلِ: متعلقان بيصدوا.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

فَسَيُنْفِقُونَها: الفاء حرف استئناف.

يُنْفِقُونَ: مضارع وفاعله والهاء مفعوله والجملة مستأنفة.

ثُمَّ تَكُونُ: مضارع ناقص واسمها ضمير مستتر يعود على الأموال.

حَسْرَةً: خبرها. والجار والمجرور

عَلَيْهِمْ: متعلقان بمحذوف حال من حسرة لأنه تأخر عنه، والجملة معطوفة وكذلك جملة «ثُمَّ يُغْلَبُونَ» معطوفة.

وَالَّذِينَ كَفَرُوا: عطف على الذين في أول الآية.

إِلى جَهَنَّمَ: متعلقان بالفعل يحشرون. وجهنم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للعلمية والعجمة،

جملة «يُحْشَرُونَ» خبر.

يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: في حرب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم.

ثُمَّ تَكُونُ: في عاقبة الأمر.

عَلَيْهِمْ حَسْرَةً: ندامة وألمًا، لفواتها وتضييعها، وفوات ما قصدوه.

ثُمَّ يُغْلَبُونَ: في الدّنيا.

يُحْشَرُونَ: يساقون.