﴿بَلْدَةً مَيْتًا﴾: فرْق بين ميْت وميِّت، الميْت: هو الّذي مات بالفعل، والميِّت هو الّذي يؤول أمره إلى الموت، وإنْ كان ما يزال على قيد الحياة، ومن ذلك قوله عزَّ وجلَّ مخاطباً نبيّه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزّمر]، والأرض الميْتة هي الجرداء الخالية من النّبات، فإذا نزل عليها الماء أحياها بالنّبات، كما في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحجّ: من الآية 5].
﴿وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾: يُقال: سقاه وأسقاه، أسقاه: أعدَّ له ما يستقي منه، وإنْ لم يشرب الآن، لكن سقاه يعني: ناوله ما يشربه، ومن ذلك قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾[الإنسان: من الآية 21]، أمّا في المطر فيقول تعالى: ﴿فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ [الحجر: من الآية 22]؛ أي: أعددناه لِسُقْياكم إنْ أردتم السُّقْيا.
﴿وَأَنَاسِيَّ﴾: جمع إنسان، وأصلها أناسين، وخُفِّفَتْ إلى أناسيّ.