الآية رقم (49) - لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا

﴿بَلْدَةً مَيْتًا﴾: فرْق بين ميْت وميِّت، الميْت: هو الّذي مات بالفعل، والميِّت هو الّذي يؤول أمره إلى الموت، وإنْ كان ما يزال على قيد الحياة، ومن ذلك قوله عزَّ وجلَّ مخاطباً نبيّه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزّمر]، والأرض الميْتة هي الجرداء الخالية من النّبات، فإذا نزل عليها الماء أحياها بالنّبات، كما في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحجّ: من الآية 5].

﴿وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾: يُقال: سقاه وأسقاه، أسقاه: أعدَّ له ما يستقي منه، وإنْ لم يشرب الآن، لكن سقاه يعني: ناوله ما يشربه، ومن ذلك قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾[الإنسان: من الآية 21]، أمّا في المطر فيقول تعالى: ﴿فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ [الحجر: من الآية 22]؛ أي: أعددناه لِسُقْياكم إنْ أردتم السُّقْيا.

﴿وَأَنَاسِيَّ﴾: جمع إنسان، وأصلها أناسين، وخُفِّفَتْ إلى أناسيّ.

«لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً» اللام لام التعليل والمضارع المنصوب فاعله مستتر ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بنحيي وميتا صفة لبلدة أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور باللام وهما متعلقان بأنزلنا

«وَنُسْقِيَهُ» الواو عاطفة والمضارع معطوف على ما قبله منصوب وفاعله مستتر والهاء مفعول به أول

«مِمَّا» ما اسم الموصول مجرور بمن متعلقان بنسقيه

«خَلَقْنا» ماض وفاعله والجملة صلة

«أَنْعاماً» مفعول به ثان

«وَأَناسِيَّ» معطوف على أنعاما

«كَثِيراً» صفة