﴿لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا﴾: حسيس النّار: أزيزها، وما ينبعث منها من أصوات أوّل ما تشتعل.
﴿وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ﴾: فلم يقُلْ مثلاً: (وهم بما اشتهتْ أنفسهم)، إنّما: ﴿فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ﴾، كأنّهم غارقون في النّعيم ممَّا اشتهتْ أنفسهم، كأنّ شهوات أنفسهم ظرف يحتويهم ويشملهم، وهذا يُشوِّق أهل الخير والصّلاح للجنّة ونعيمها حتّى يعملوا لها، ويُعِدّوا العُدَّة لهذا النّعيم.
وسبق أن قلنا: إنّ الإنسان يتعب في أوّل حياته، ويتعلّم صنعة، أو يأخذ شهادة لينتفع بها فيما بعد ويرتاح في مستقبل حياته، وعلى قَدْر التّعب والجهد تكون الرّاحة، فكلّ ثمرة لا بُدَّ لها من حَرْث ومجهود، والله عزَّ وجلّ لا يُضيع أجرَ مَنْ أحسن عملاً.