الآية رقم (2) - لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ

﴿لَا﴾: لا حالاً ولا في المستقبل، وسبب نزول هذه السّورة أنّ كفّار قريش عرضوا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى  سنةً، وهو يعبد آلهتهم سنةً، أو قالوا: تسجد لأصنامنا مرّةً ونحن نسجد لإلهك؛ أي تقسيم العبادة في الزّمن، فالمسألة متعلّقةٌ بالعبادة، والعبادة هي الأصل الأصيل في العقائد، وليست من التّشريعات الّتي يَطرأ عليها التّغيير بحسب الزّمان والمكان من قومٍ إلى قومٍ، والأمر بالعبادة لله وحده لا شريك له، أمرٌ يتّفق عليه الجميع من لدن آدم عليه السَّلام  إلى خاتم الرّسل :، ولا تتغيّر بتغيّر الظّروف والأحوال.

لا أَعْبُدُ: لا نافية ومضارع فاعله مستتر

ما: اسم موصول مفعول به والجملة حال

تَعْبُدُونَ: مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.

لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ: أي في المستقبل، فإن لا لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الاستقبال، كما أن ما لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الحال، أي لا أعبد في المستقبل ما تعبدون من الأصنام في الحال