الآية رقم (4) - كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ

﴿كُتِبَ عَلَيْهِ﴾: أي: كتب الله عزَّ وجلّ على هذا الشّيطان المريد، وحكم عليه حُكماً ظاهراً.

﴿أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ﴾: أي: تابعه وسار خلفه.

﴿فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾: يضلّه ويهديه ضِدّان، فكيف نجمع بينهما؟ المراد: يُضِلُّه عن طريق الحقّ والخير، ويهديه؛ أي: للشّرّ؛ لأنّ معنى الهداية: الدّلالة مُطْلقاً، فإن دللْتَ على خير فهي هداية، وإن دللتَ على شرّ فهي أيضاً هداية، ولكن بطريق آخر، ولنقرأ قوله سبحانه وتعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾[الصّافّات]؛ أي: دُلُّوهم، وخُذوا بأيديهم إلى جهنّم.

﴿السَّعِيرِ﴾: هي النّار المتوهّجة الّتي لا تخمد ولا تنطفئ.

«كُتِبَ» ماض مبني للمجهول

«عَلَيْهِ» متعلقان بكتب

«أَنَّهُ» أن واسمها في تأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل لكتب

«مَنْ» اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ أو اسم موصول مبتدأ

«تَوَلَّاهُ» ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر فاعله مستتر والهاء مفعول به.

«فَأَنَّهُ» الفاء واقعة في جواب الشرط وأن واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط

«يُضِلُّهُ» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر أن

«وَيَهْدِيهِ» الجملة معطوفة على يضله

«إِلى عَذابِ» متعلقان بيهديه

«السَّعِيرِ» مضاف إليه وجملة فعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من