الآية رقم (20) - كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ

عاد الله تعالى إلى الحديث عن موضوع يوم القيامة وما يتعلّق به، فهناك من يحبّ العاجلة ويترك الآخرة، ويصف الوجوه النّاضرة والباسرة.

﴿تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴾: العاجلة هي الدّار الدّنيا، والحقّ تعالى يقول: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا﴾ [الإسراء]، هناك مَنْ يريد جزاء الدّنيا، وهو مَنْ يطلب جزاء حركته فيها، يأخذها ولو كان كافراً، والكافرون قد يأخذون العاجلة المنتهية، ولكنّ المؤمنين يأخذون الآجلة الّتي لا تنتهي، والعاجلة هي عطاء الدّنيا ومُتعها، فَمَنْ كان يريد العاجلة ﴿عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ﴾ [الإسراء: من الآية 18]؛ أي: أَجبْناه لِـمَا يريد من متاع الدّنيا، وهم يحبّون العاجلة، يحبّون الدّنيا، والحقّ تعالى يقول لهؤلاء: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ﴾ [التّوبة: من الآية 38]، والرّضا هو حبّ القلب، وفي آيةٍ أخرى يقول: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: من الآية 3]، و(استحبّ)؛ لأنّه زاد الحبّ عن حدّه الطّبيعيّ، فإذا أحببت الدّنيا لأنّها تُعينك على تكاليف دينك وجعلتها مزرعة للآخرة فهذا أمرٌ مطلوب.