الآية رقم (32) - قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾: هذا دليلٌ على أنّ المولى سبحانه وتعالى أمرهم أن يأخذوا بهذه الزّينة، وألّا يقول الإنسان: أنا خُلِقت من أجل الآخرة، فالإنسان خُلِق من أجل أن تكون الدّنيا مزرعةً للآخرة، ويتعرّض فيها للابتلاء.

﴿وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾: عندما يتحدّث المولى سبحانه وتعالى عن الرّزق، سواءً أكان الرّزق في المال أم الطّعام أم الشّراب أم العلم، فإنّما يتحدّث عن الطّيّب الّذي لا تشوبه شبهةٌ حرامٌ، ويأتي للإنسان من خلال تعبه وعمله والمال الحلال، ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾، يوجد نوعان: الطّيّبات وزينة الله سبحانه وتعالى، أي التّجميل فوق قوام الشّيء.

﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾: يوم القيامة لا يوجد زينةٌ ولا طيّباتٌ للّذين كفروا؛ لأنّهم سيذهبون إلى جهنّم. أمّا في الحياة الدّنيا فيوجد أغيارٌ، فالإنسان يكون اليوم قويّاً وغداً يُصبح ضعيفاً، يكون اليوم صحيحاً وغداً يُصبح مريضاً، والله سبحانه وتعالى يعطي الرّزق للعباد كلّهم، فالشّمس تشرق على المؤمن وغير المؤمن، والطّعام للمؤمن وغير المؤمن، والكدّ والتّعب للمؤمن ولغير المؤمن، إذاً زينة الحياة وما يتعلّق بأمور الدّنيا ليست خالصةً للمؤمنين، ولا تكون خالصةً للمؤمنين إلّا يوم القيامة.

﴿كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ﴾: تفصيل الآيات هو بيان هذه الآيات، الأوامر والنّواهي الّتي أمر الله سبحانه وتعالى بها.

﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾: يعلمون حقيقة الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

قُلْ: الجملة مستأنفة

مَنْ: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ

وجملة (حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ): خبره

الَّتِي: اسم موصول في محل نصب صفة لزينة

وجملة (أَخْرَجَ): صلة الموصول لا محل لها

وَالطَّيِّباتِ: عطف على زينة منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة جمع مؤنث سالم.

مِنَ الرِّزْقِ: متعلقان بمحذوف حال

قُلْ: سبق إعرابها

هِيَ: مبتدأ

لِلَّذِينَ: متعلقان بالخبر

وجملة (آمَنُوا): صلة الموصول لا محل لها.

فِي الْحَياةِ: متعلقان بالفعل

الدُّنْيا: صفة الحياة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر

خالِصَةً: حال منصوبة.

يَوْمَ: ظرف زمان متعلق بخالصة.

الْقِيامَةِ: مضاف إليه

كَذلِكَ: ذا اسم إشارة في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف نفصل الآيات تفصيلا مثل ذلك..

وجملة (نُفَصِّلُ): تعليلية لا محل لها من الإعراب

وجملة (يَعْلَمُونَ): صفة.

قُلْ: إنكاراً عليهم.

زِينَةَ اللَّهِ: اللباس.

الطَّيِّباتِ: المستلذات.

هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا: أي مستحقة لهم، وإن شاركهم فيها غيرهم.

خالِصَةً: خاصة.

نُفَصِّلُ الْآياتِ: نبينها مثل ذلك التفصيل.

لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ: يتدبرون، فإنهم المنتفعون بها.