﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾: هذا دليلٌ على أنّ المولى سبحانه وتعالى أمرهم أن يأخذوا بهذه الزّينة، وألّا يقول الإنسان: أنا خُلِقت من أجل الآخرة، فالإنسان خُلِق من أجل أن تكون الدّنيا مزرعةً للآخرة، ويتعرّض فيها للابتلاء.
﴿وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾: عندما يتحدّث المولى سبحانه وتعالى عن الرّزق، سواءً أكان الرّزق في المال أم الطّعام أم الشّراب أم العلم، فإنّما يتحدّث عن الطّيّب الّذي لا تشوبه شبهةٌ حرامٌ، ويأتي للإنسان من خلال تعبه وعمله والمال الحلال، ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾، يوجد نوعان: الطّيّبات وزينة الله سبحانه وتعالى، أي التّجميل فوق قوام الشّيء.
﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾: يوم القيامة لا يوجد زينةٌ ولا طيّباتٌ للّذين كفروا؛ لأنّهم سيذهبون إلى جهنّم. أمّا في الحياة الدّنيا فيوجد أغيارٌ، فالإنسان يكون اليوم قويّاً وغداً يُصبح ضعيفاً، يكون اليوم صحيحاً وغداً يُصبح مريضاً، والله سبحانه وتعالى يعطي الرّزق للعباد كلّهم، فالشّمس تشرق على المؤمن وغير المؤمن، والطّعام للمؤمن وغير المؤمن، والكدّ والتّعب للمؤمن ولغير المؤمن، إذاً زينة الحياة وما يتعلّق بأمور الدّنيا ليست خالصةً للمؤمنين، ولا تكون خالصةً للمؤمنين إلّا يوم القيامة.
﴿كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ﴾: تفصيل الآيات هو بيان هذه الآيات، الأوامر والنّواهي الّتي أمر الله سبحانه وتعالى بها.
﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾: يعلمون حقيقة الإيمان بالله سبحانه وتعالى.