الآية رقم (31) - يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ﴾: هذه الآية تبيّن بشكلٍ قاطعٍ أنّ الإسلام لم يأمر النّاس بأن يعيشوا في الزّوايا زاهدين، وإنّما أن يأخذوا بالزّينة الّتي أحلّها الله سبحانه وتعالى، والزّينة: هي تجميلٌ فوق قِوام الشّيء.

﴿عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾: المسجد: هو جامعٌ يجمع النّاس، يلتقون في بيتٍ من بيوت الله سبحانه وتعالى، أنت تذهب للقاء الله سبحانه وتعالى في بيته جلَّ جلاله، وهناك كثيرٌ من خلقه في المسجد، لذلك على الإنسان أن يكون نظيفاً، وأن يأخذ بكلّ زينةٍ له عندما يأتي للقاء الله سبحانه وتعالى في بيته ومع خلقه جلّ وعلا.

﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا﴾: قوام الحياة بالأكل والشّرب.

﴿وَلَا تُسْرِفُوا﴾: يبيّن الله سبحانه وتعالى بأنّ الإسراف ضلالةٌ، وعلى الإنسان ألّا يسرف وأن يكون معتدلاً في كلّ شيءٍ، واليوم هناك دعوةٌ في المجتمعات البشريّة كلّها إلى ترشيد الطّاقة والاستهلاك وعدم الإسراف، وقد سبق القرآن الكريم النّاس جميعاً إلى ذلك.

يا بَنِي آدَمَ: تقدمت في الآية 25.

خُذُوا زِينَتَكُمْ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله

زِينَتَكُمْ: مفعوله، والجملة ابتدائية.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله.

كُلِّ: مضاف إليه

مَسْجِدٍ: مضاف إليه

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا: عطف على خذوا

وَلا تُسْرِفُوا: مضارع مجزوم بحذف النون لسبقه بلا الناهية والجملتان كلوا ولا تسرفوا معطوفتان.

وجملة (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ): تعليلية لا محل لها من الإعراب

وجملة (لا يُحِبُّ): خبر إن.

خُذُوا زِينَتَكُمْ: ما يزينكم ويستر عورتكم، والمراد هنا الثياب الحسنة.

عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ: عند الصلاة والطواف، أطلق مكان السجود وأريد به الصلاة والطواف.