الآية رقم (161) - قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

﴿قُلْ﴾: قل يا محمّد.

﴿إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي﴾: أي دلّني ربّي.

﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾: هو صراط الله سبحانه وتعالى، الصّراط الموصل إلى الغاية، والصّراط هو أقصر مسافةٍ بين نقطتين، بين الدّنيا والآخرة، بين الدّنيا والجنّة، وهو طريق الأنبياء عليهم السَّلام.

﴿دِينًا قِيَمًا﴾: قيماً تقوم عليه الحياة بالقيم، جاء غذاءً للرّوح، فالدّين كلّه قيمٌ وأخلاقٌ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق»([1])، الصّدق، الأمانة، الإيثار، المحبّة، التّعاون، العطاء، الغيرة.. كلّ السّيّئات الأخلاقيّة طرحها جانباً.

﴿مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾: حنيفاً: أي مائلاً عن الشّرك، والحنف هو الميلان؛ لأنّ اليهود كانوا يدّعون بأنّهم يتّبعون إبراهيم عليه السَّلام، وهو جدّ الرّسول وهو أبو الأنبياء عليهم السَّلام.


([1]) سنن البيهقيّ الكبرى: كتاب الشّهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها التي من كان متخلّقاً بها كان من أهل المروءة، الحديث رقم (20571).

قُلْ: فعل أمر.

إِنَّنِي: إن والياء اسمها والنون للوقاية

هَدانِي: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به

رَبِّي: فاعل والياء مضاف إليه

إِلى صِراطٍ: متعلقان بالفعل هداني.

مُسْتَقِيمٍ: صفة وجملة إنني. مقول القول

وجملة (هداني): في محل رفع خبر إن.

دِيناً: بدل من محل إلى صراط وهو المفعول الثاني للفعل هداني في الأصل لأن هدى يتعدى مباشرة كما في قوله تعالى «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» أو بحرف الجر كما في الآية

قِيَماً: صفة لدينا.

مِلَّةَ: بدل من دينا.

إِبْراهِيمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.

حَنِيفاً: حال منصوبة.

وَما: الواو استئنافية، ما نافية.

كانَ: ماض ناقص

مِنَ الْمُشْرِكِينَ: متعلقان بمحذوف خبر كان، واسمها ضمير مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها.

دِيناً قِيَماً: مصدر بمعنى القيام، أي ذا استقامة، أي أنه قائم مستقيم لا عوج فيه، وقرئ قِيَماً بالتشديد، أي مستقيمًا، ودين القيّمة بالتأنيث: أي دين الملة الحنيفية، وكل ذلك يعني انه دين يقوم به أمر الناس ونظامهم في الدنيا والآخرة، وهو منهاج مستقيم.

حَنِيفاً: مائلاً عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق وهو دين الإسلام.