الآية رقم (162) - قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

﴿قُلْ﴾: قل يا محمّد.

﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي﴾: الصّلاة هي عمدة الأركان؛ لأنّها لا تسقط عن الإنسان في حالٍ من الأحوال، فالحجّ من استطاع إليه سبيلاً، والصّيام كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: من الآية 184]، والزّكاة تحتاج لنصابٍ، فإن لم يبلغ المال النّصاب فلا زكاة فيه، وفي الصّلاة يوجد حجٌّ بالتّوجّه إلى الكعبة، وفيها صيامٌ؛ لأنّك صائمٌ عن الطّعام والشّراب أثناء الصّلاة، وفيها زكاةٌ؛ لأنّها اقتطاع جزءٍ من الوقت، والوقت هو أصل العمل، والعمل هو الّذي يعطي ثمرة المال والزّكاة.

﴿وَنُسُكِي﴾: كلّ عبادةٍ اسمها نُسك، ولكن اشتهرت بها مناسك الحجّ، مأخوذة من النّسيكة، وهي السّبيكة من الفضّة الّتي تصهر حتّى تكون صافيةً، فالنّسك أي العبادات يجب أن تكون خالصةً لله سبحانه وتعالى، أنت تفعل خيراً لكي يسجّله الله سبحانه وتعالى لك وليس من أجل أن يُقال عنك: محسنٌ كريمٌ، تصلّي ليس من أجل أن يُقال عنك: مصلٍّ، وتزكّي ليس من أجل أن يمدحك النّاس، وتحجّ ليس ليُقال عنك: الحاجّ فلان، يجب أن تكون صافيةً كالسّبيكة. إذاً الصّلاة والنّسك والعبادات بيدك.

﴿وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي﴾: هذه بيد الله سبحانه وتعالى.

﴿لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: الحياة يجب أن تكون لله سبحانه وتعالى حتّى يكون الموت في طاعة الله سبحانه وتعالى.

قُلْ: فعل أمر والجملة مستأنفة لا محل لها،

إِنَّ صَلاتِي: إن واسمها

وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي: معطوفة

لِلَّهِ: جار ومجرور متعلقان بالخبر.

رَبِّ: بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة

الْعالَمِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

وجملة (إن صلاتي): مقول القول مفعول به.

وَنُسُكِي: عبادتي من حج وغيره

مَحْيايَ وَمَماتِي: أي ما آتيه في حياتي، وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح، كله لله رب العالمين.