﴿قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ﴾: فإنذار النّبيّ عليه السّلام ليس من عند نفسه، وإنّما هو من الله سبحانه وتعالى، بماذا يُنذر؟ الجواب: بالوحي، والوحي ممّن؟ الجواب: من الله عزَّ وجلّ موحى إليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ﴾: حاسّة السّمع هي أوّل معلوميّات الإنسان، وأوّل حواسّه عملاً، وقبل أن يتكلّم الطّفل لا بُدَّ أنْ يسمع أوّلاً، لينطق بما سمعه؛ لأنّ السّمع هو الإدراك الأوّل المصاحب لتكوين الإدراكات، والأذن -كما قلنا- تسبق العين في أداء مهمّتها؛ لذلك قدّمه الله سبحانه وتعالى، فقال: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾[الإسراء: من الآية 36].
ومعنى: ﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ﴾ صحيح أنّهم يسمعون، وآلة السّمع عندهم صالحة للعمل، إلّا أنّه سماعٌ لا فائدة منه، ففائدة السّمع أنْ تستجيب لمن يُحدِّثك، فإذا لم تستجِبْ فكأنّك لم تسمع.
﴿إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾: أي: لَيْتهم يتغافلون عن نداءٍ عاديّ، إنّما يتغافلون وينصرفون ﴿إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾، حين يُخوِّفهم عذاب الله عزَّ وجلّ، والتّحذير أَوْلَى ما يجب على الإنسان الاهتمام به، ففيه مصلحته.