﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾: كما دعا بذلك الرّسل السّابقون عليهم السّلام: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾[الأعراف: من الآية 89]. وهل يحكم الله سبحانه وتعالى إلّا بالحقّ؟ قال العلماء: الحقّ سبحانه وتعالى يُبيِّن لنا؛ لأنّنا عِشْنا في الدّنيا ورأينا كثيراً من الباطل، فكأنّنا لأوّل مرّة نسمع الحكم بالحقّ.
﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾: أي: المستعان على ما تُجرمون فيه، وما تقومون به.
ونلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى في آيات سورة الأنبياء تكلّم عن طَيِّ السّماء كطيِّ السّجل للكتب، ثمّ قال: ﴿لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الأنبياء: 111]، ثمّ قال: ﴿رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾: هذا كلّه ليُقرِّب لنا مسألة السّاعة وقيامها، ويُعِدُّنا لاستقبال سورة (الحجّ).
﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ﴾: صفة الرّحمة الّتي تشمل العالم جميعاً، رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة.
﴿الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾: من شـــرككم وكــفـــركم وتأليهكم لما دون الله سبحانه وتعالى.