﴿قَالَ ذَٰلِكَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَۖ أَيَّمَا ٱلۡأَجَلَيۡنِ قَضَيۡتُ﴾: أي: أنا بالخيار، أقضي ثماني أو عشر سنوات.
﴿فَلَا عُدۡوَٰنَ عَلَيَّۖ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيل﴾: وقد أخذ العلماء حُكْماً جديداً من هذه الآية، وهو أنّ المطلوب عند عقد الزّواج تسمية المهر، ولا يشترط قبضه عند العقد، فلَك أنْ تُؤجّله كلّه وتجعله مُؤخّراً، أو تُؤجّل بعضه، وتدفع بعضه، والمهر هو كهديّة للمرأة، بحيث إذا ماتت ذهب إلى تركتها، وإذا مات الزّوج يُؤخَذ من تركته، بدليل أنّ شعيباً عليه السلام استأجر موسى عليه السلام ثماني أو عشر سنين، وجعلها مهراً لابنته، ونلحظ أنّ السّياق هنا لم يذكر شيئاً عن الطّعام، مع أنّ موسى عليه السلام كان جائعاً ودعا ربّه: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٍ فَقِيرٌ﴾، لكن يروي أهل السّير أنّ شعيباً عليه السلام قدّم لموسى طعاماً، وطلب منه أن يأكل، فقال: أستغفر الله، يعني: أنْ آكل من طعام، كأنّه مقابل ما سقى الغنم للبنتين، لذلك قال: إنَّا أهل بيت لا نبيع عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً، فقال شعيب: كُلْ، فإنَّا أهل بيت نطعم الطّعام ونقري الضّيف، قال: الآن نأكل.
ثمّ يقول الحقّ تعالى: