﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي﴾: وهكذا قطع موسى عليه السلام الطّريق على نفسه، وأعطاها فرصةً واحدةً يتمّ بعدها الفراق؛ لذلك في الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا»([1]).
فهذه هي الثّالثة، وليس لموسى عليه السلام عذرٌ بعد ذلك.
﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾: أي قد فعلت معي كلّ ما يمكن فعله، وليس لي عُذْرٌ بعد ذلك.
([1]) صحيح البخاريّ: كتاب العلم، باب ما يستحبّ لِلعَالِم إذا سئل: أيّ النّاس أعلم؟ فيكل العلم إلى اللّه، الحديث رقم (122).