﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾: الفتوى، من الفُتوّة؛ أي: القوّة، وهي مثل: غَنِيَ فلان؛ أي: صار غنيّاً بذاته، وأغناه غيره: أمدَّه بالغنى، كذلك أفتاه، يعني: أعطاه قوّة في الحكم والحجّة.
﴿فِي أَمْرِي﴾: قالت: ﴿أَمْرِي﴾، مع أنّ الأمر خاصٌّ بالدّولة كلّها، لا بها وحدها؛ لأنّها رمز للدّولة وللملْك، وإنْ تعرّض لها سليمان عليه السّلام فسوف يُخدَش مُلْكها أوّلاً، ويُنال من هيبتها قبل رعيّتها.
﴿مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾: يعني: لا أَبُتُّ في أمر إلّا في حضوركم، وبعد استشارتكم، وهذا يدلّ على أنّها كانت تأخذ بمبدأ الشّورى مع ما كان لها من الملْك والسّيطرة والهيمنة، فردّ عليها الملأ من قومها: