﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾: أوضح الرّسل عليهم السلام لأقوامهم بأنّهم بشرٌ مثلهم.
﴿ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾السّلطان الّذي نملكه هو المعجزة الّتي خصّ بها الحقّ سبحانه وتعالى كلّ رسولٍ، ولا يمكننا أن نتجاوزها، والله تعالى هو الّذي يتفضّل على عباده فيختار منهم الرّسول المناسب لكلّ قومٍ، ويرسل معه المعجزة الّتي يريد والدّالّة على الرّسالة، ويقوم الرّسول بتبليغ ما يؤمر به من ربّه جل جلاله، وكلّ رسولٍ يفعل ذلك ويُقبل عليه بكلّ ثقةٍ في أنّ الله سبحانه وتعالى لن يخذله وسينصره، فسبحانه القائل: ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾]الصّافّات[، ويخبرنا تعالى بطمأنة الرّسول الكريم ومن معه لحظة الزّلزال، عندما تكون الأحداث الجسام، وتبلغ القلوب الحناجر، حيث يتساءلون متى نصر الله؟ فتأتي أخبار نصر الحقّ سبحانه وتعالى لرسله السّابقين لطمأنة المؤمنين.
﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾: هكذا أعلن كلّ رسولٍ لمن آمن به من قومه، فعلى الله جل جلاله وحده يتوكّل المؤمنون، ويفوّضون أمورهم كلّها إليه، صبراً على معاندة الكافرين، وثقةً بأنّه سبحانه وتعالى ينصر من أبلغوا وبلّغوا وساروا برسالته ومنهجه، وينصر معهم الإيمان.