الآية رقم (10) - فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ

وإذا نصح الطّبيب مريضاً بألّا يأكل السّكّر كي لا يزيد معدّله في دمه، فأَكَلَ الحلوى، فهو الّذي اختار ولم يجبره أحد، وهكذا من اختار المرض فزاده الله مرضاً.

﴿وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾والكذب أسوأ الصّفات، سئل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يا نبيّ الله هل يزني المؤمن؟ قال: «قد يكون ذلك»، قيل: هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون ذلك»، قيل: هل يكذب؟ قال: «لا» ثمّ أتبعها نبيّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال هذه الكلمة: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [النّحل: من الآية 105]»([1])، فالكذب أخطر الصّفات، وهو صفة ملازمة للنّفاق.

 


([1]) كنز العمّال: ج3، الحديث رقم (8995).

فِي قُلُوبِهِمْ: جار ومجرور متعلقان بالخبر

مَرَضٌ: مبتدأ مؤخر

فَزادَهُمُ: الفاء عاطفة، زاد فعل ماض والهاء مفعول به أول

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع.

مَرَضاً: مفعول به ثان، والجملة معطوفة.

وَلَهُمْ: الواو عاطفة أو استئنافية، لهم جار ومجرور وشبه الجملة خبر المبتدأ

عَذابٌ: مبتدأ مؤخر

أَلِيمٌ: صفة عذاب مرفوع والجملة معطوفة أو استئنافية.

بِما: الباء حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر متعلقان بأليم، ويجوز أن تعرب ما موصوفة أو مصدرية.

كانُوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمها.

يَكْذِبُونَ: فعل مضارع، والواو فاعل، والجملة في محل نصب خبر كانوا،

(كانوا يكذبون): صلة الموصول.

مَرَضٌ المرض: العلة، والمراد هنا شك ونفاق وتكذيب وجحود. فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً: شكّاً.

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ كناية، كنّى بالمرض في القلب عن النفاق، لأن المرض فساد للجسد، والنفاق فساد للقلب.